سطو وانتهاك جنسي.. ماذا تفعل ميليشيات “الحشد” بمسيحيي العراق؟

أخبار عربية – بغداد

تنتاب مشاعر الخوف عشرات الأسر المسيحية شمالي العرق من العودة إلى ديارهم، بعد سيطرة ميليشيات الحشد الشعبي على مناطقهم، التي كانت خاضعة في السابق لتنظيم داعش.

وينتصب في الساحة الرئيسية من بلدة برطلة شمالي العراق، صليب كبير، يعد من العلامات القليلة العلنية الباقية التي تدل على أن هذه البلدة العراقية كانت مسيحية تاريخيا، قبل أن تجتاحها ميليشيات الحشد الشعبي.

وبعد عامين على تحرير برطلة من تنظيم داعش، عاد أقل من ثلث عائلاتها المسيحية البالغ عددها نحو 4 آلاف عائلة، ولا يزال معظمها في حالة خوف وسط أنباء عن الترهيب والمضايقات.

وأكد الكاهن الكاثوليكي بهنام بينوكا، أن سكان البلدة من الشيعة الشُبك، يطردون الأقلية المسيحية، مشيرا إلى حالات عدة من المضايقات الجنسية وعمليات السطو، وفق ما ذكرت “سكاي نيوز” نقلا عن وكالة “أسوشيتد برس”.

وقالت إقبال شينو، التي عادت إلى برطلة مع عائلتها في نوفمبر 2017، إن أحد رجال الشيعة الشُبك أمسك بها من الخلف في أحد الأسواق، وحين صرخت ألقى أشخاص شاهدوا الواقعة القبض على الرجل.

إلا أن ممثل الشبك في البرلمان العراقي، قصي عباس، اعتبر أن حوادث التحرش التي يواجهها المسيحيون لا تمثل مجتمع الشبك أو ميليشيات الحشد الشعبي المدعومة من الحكومة العراقية.

وعاد معظم سكان برطلة من الشيعة الشبك إلى بيوتهم، وعادت الحياة إلى أحيائهم. لكن المناطق المسيحية في المدينة لا تزال مهجورة إلى حد كبير.

وتتولى ميليشيات الحشد الشعبي، السيطرة على مقاليد الأمن في البلدة. ويدير مسلحوها نقاط تفتيش في الشوارع ويعملون كقوات للشرطة.

إلغاء الحماية

ويعد أحد أكبر نقاط الخلاف في برطلة إلغاء وحدة حماية سهل نينوى، وهي قوة شرطة شبه مستقلة تتكون في غالبيتها من المسيحيين كانت تتولى حماية البلدة قبل استيلاء داعش عليها.

وفر أفراد هذه القوة إلى المناطق الكردية ولم يعودوا، ويشكل هذا أحد الأسباب التي جعلت العائلات المسيحية حذرة من العودة إلى البلدة مجددا.

وأكد رئيس وحدات حماية سهل نينوى، عمار شمعون موسى، إن الروابط التي تربط المسيحيين بالمجتمع العراقي هي الأضعف على الإطلاق، مضيفا أن العائلات المسيحية لن تعود، “إلا إذا عاد الاستقرار”.

وقال عضو مجلس ناحية برطلة، جلال بطرس، إن وحدات حماية سهل نينوى جزء “من هويتنا وتحمي وجودنا.”، مشيرا إلى أن ميليشيات الحشد الشعبي لا تختلف في شيء عن مسلحي داعش.

وفي كنيسة مار شموني الأرثوذكسية بحي عينكاوا في أربيل، يصلي هذه الأيام مئات المسيحيين، معظمهم من برطلة، ويرددون ترانيم دينية.

من بين المصلين حبيبة قياقوس (72 عاما) التي عاشت في برطلة طوال حياتها، لكنها لا تريد العودة أبدا، بعد أن دُمر منزلها وضاعت ممتلكاتها وتخشى من مواجهة الموت على يد المسلحين المتطرفين.