أخبار عربية – طهران
بعد أيام من ضربات إسرائيلية استهدفت مواقع لـ”فيلق القدس” الإيراني في العاصمة السورية دمشق، اتهمت إيران روسيا بالتواطؤ مع إسرائيل من خلال تعطيل منظومة الدفاع الصاروخي “إس 300” تزامناً مع كل هجوم إسرائيلي على سوريا.
وقال رئیس لجنة الأمن القومي والسیاسة الخارجیة في مجلس الشورى الإيراني، إن هناك ما وصفه بـ”التنسيق الواضح” بين موسكو وتل أبيب عند تنفيذ أي ضربة داخل الأراضي السورية.
وأضاف حشمت بیشه أنه لو كانت روسيا تفّعل منظومتها الجوية إس 300، لما تجرأت إسرائيل على القيام بهجماتها بسهولة، وفق تعبيره.
وأوضح في مقابلة مع وكالة “إرنا” الإيرانية، الخمیس، بعد عودته من أنقرة، أن “نقداً جاداً یوجه إلي روسیا، حیث تعطل منظومة إس 300” عندما تشن إسرائيل هجماتها على سوریا.
وتابع: “یبدو أن هناك نوعاً من التنسیق بین الهجمات الإسرائيلية والدفاع الجوي الروسي” المتمركز في سوریا.
وكانت روسيا زودت سوريا، في وقت سابق من العام 2018 الماضي، بنظام إس-300 الصاروخي رغم الاعتراضات القوية من إسرائيل، وذلك بعد تحميل موسكو إسرائيل مسؤولية التسبب بشكل غير مباشر في إسقاط طائرة حربية روسية في سوريا.
وكثيراً ما حثت إسرائيل روسيا على عدم تزويد سوريا بنظام إس-300، خشية أن يعرقل قدراتها الجوية على ضرب تجمعات قوات إيران و”حزب الله” في سوريا.
وباستطاعة منظومة إس 300 أن تطال الأهداف الجوية على مسافة 250 كم، مما يعزز من القدرات القتالية للدفاعات الجوية السورية. وبإمكانها أيضاً إيقاف أجهزة الرادار والاتصالات لكل القوات التي توجه الضربات للأراضي السورية.
لكن يبدو أن منظومة إس 300 لم تمنع الطيران الحربي الإسرائيلي من التحليق فوق الأراضي السورية، واستهداف الميليشيات الإيرانية، الأمر الذي أثار حفيظة طهران وجعلها توجه، لأول مرة، اتهاماً مباشراً لروسيا بتعطيل أنظمة دفاعها الجوي.
والاثنين الماضي، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه قصف أهدافاً لـ”فيلق القدس” الإيراني داخل سوريا، بما في ذلك مواقع تخزين أسلحة، وموقع استخبارات، ومعسكر تدريب.
وقبل أيام كشف رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي غادي إيزنكوت استهداف بلاده للقوات الإيرانية في سوريا بمئات الضربات دون أي رد فعلي من قبل إيران.
وتحدث إيزنكوت لصحيفتي “نيويورك تايمز” و”صنداي تايمز” عن “حرب في الظل” بين إسرائيل وإيران، قائلاً إنه على مدار العامين الماضيين، خطط وأدار عددا من العمليات السرية ضد القوات الإيرانية والجماعات الموالية لها في سوريا.
وأشار إيزنكوت إلى أن العدو الرئيس لإسرائيل في هذه الحرب الخفية كان الحرس الثوري الإيراني، خصوصاً “فيلق القدس”، الذي يتولى مسؤولية عمليات الحرس الثوري الإيراني في الخارج.