أخبار عربية – واشنطن
اختيار تاريخ الرابع من نوفمبر لبدء تطبيق الجولة الثانية من العقوبات الأميركية على إيران لم يكن صدفة على الإطلاق، فهذا اليوم يرمز إلى احتلال السفارة الأميركية في طهران عام 1979.
فحينها، قام متشددين إسلاميين باقتحام السفارة، واحتجاز أكثر من 50 دبلوماسياً أميركياً كرهائن داخل مقر السفارة لمدة 444 يوماً، ما أدى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية وبدء الأزمة بين البلدين.
Today marks the 39th anniversary of the U.S. embassy takeover in Tehran, when more than 50 of our colleagues were taken hostage. Their courage & resolve over 444 days in captivity continues to underscore our commitment to compel #Iran to permanently abandon its outlaw activities.
— Secretary Pompeo (@SecPompeo) November 4, 2018
وفي هذا السياق، كتب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عبر “تويتر” الأحد: “اليوم يصادف الذكرى التاسعة والثلاثين لاقتحام السفارة الأميركية في طهران، عندما تم احتجاز أكثر من 50 من زملائنا كرهائن. واستمرت شجاعتهم وعزيمتهم على مدى 444 يوماً في الأسر، ونحن الآن نؤكد على التزامنا بإجبار إيران على التخلي الدائم عن أنشطتها الخارجة عن القانون”.
وفي حين تعارض جميع المواثيق الدولية ما قام به الطلاب المتشددون في بداية الثورة الإيرانية باقتحام السفارة الأميركية، بارك قادة الحرس الثوري ذكرى اقتحام السفارة في ندوات خطابية تزامنت مع بدء الجولة الثانية من العقوبات الأميركية يوم الأحد.
ويرى كثير من المحللين، بحسب ما جاء في تقرير لموقع “العربية.نت”، أن احتلال السفارة الأميركية في الرابع من نوفمبر قبل 40 عاماً، كان العامل الرئيسي في إشعال الأزمة بين واشنطن وطهران، تلك الأزمة التي استمرت طوال أربعة عقود مضت، وقد استفاد من هذه الأزمة وسخرها لصالحه تيار متشدد، مدعوم من المرشد الأعلى في إيران لمواصلة الحكم وتقسيم المجتمع الإيراني إلى موال للولي الفقيه ومشاريعه السياسية، وغير موال للنظام، بل عدو له أحياناً.
ولقد كان الزلزال الذي سببته عملية احتجاز الرهائن الدبلوماسيين الأميركيين في أميركا بنفس الشدة التي كانت له في إيران. فقد خسر الديمقراطيون الانتخابات الرئاسية أمام الجمهوريين، بسبب عدم تمكنهم من تحرير الرهائن، وتم إطلاق سراح الرهائن في نفس اليوم الذي أدى فيه رونالد ريغان اليمين الرئاسية.
وكان إطلاق سراح الرهائن هو البداية فقط، لكن الجدار العالي من انعدام الثقة بين طهران وواشنطن الذي تكون بأثر هذا الحادث لم يهدم، وجاءت العقوبات واحدة تلو الأخرى. حتى عندما جلس وزيرا الخارجية محمد جواد ظريف، وجون كيري، اللذان التقيا على طاولة المفاوضات بين عامي 2013 و2015، للتوصل إلى اتفاق نووي، كان هذا التاريخ الطويل من التوتر والتشاؤم عائقاً أمام التوصل إلى نقطة تجعل فتح السفارات وبناء العلاقات الطبيعية بين البلدين ممكنة.
والمثير في قضية إعادة العقوبات، وتحديداً في تاريخ بداية الجولة الثانية منها، أنها تصادف بالتاريخ الإيراني يوم 13 من شهر “آبان”، وهو الرقم الذي ينظر إليه كثيرون في العالم ومنهم الإيرانيون بوصفه رمزاً للتشاؤم، وهو ما أشارت له صحف إيرانية صادرة يوم الأحد.