أخبار عربية – بيروت
أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، مساء الثلاثاء، عن إطلاق سراح الصحافي الياباني جومبي ياسودا المختطف منذ عدة سنوات من قبل “هيئة تحرير الشام” (“جبهة النصرة” سابقاً) في سوريا.
وأفاد المرصد أن ياسودا، المحتجز من قبل خاطفيه في القطاع الغربي من ريف محافظة إدلب منذ العام 2015، أطلق سراحه بعد تسليمه من قبل “النصرة” إلى فصيل مسلح غير سوري مقرب من السلطات التركية (تنظيم “حراس الدين”) في منطقة خربة الجوز.
إلى ذلك، نقل المرصد عن مصادر وصفها بالموثوقة تأكيدها أن صفقة إطلاق سراحه أتت بعد أن دفعت قطر أموالاً إلى “جبهة النصرة” الإرهابية.
ونشرت وكالة “ستيب” السورية المعارضة عبر حسابها على “تويتر”، صورة للصحافي الياباني وهو في طريقه إلى اسطنبول برفقة الأمن التركي تحضيراً لنقله الى العاصمة اليابانية طوكيو.
وذكرت الوكالة أن ياسودا كان مختطف لدى “هيئة تحرير الشام” منذ 3 سنوات إلى أن تم إطلاق سراحه بعد أن دفعت قطر فدية مقدرة بمليون دولار.
الصحفي الياباني جومبي ياسودا بطريقه الى اسطنبول برفقة الأمن التركي تحضيراً لنقله الى العاصمة اليابانية طوكيو، يُذكر أن ياسودا كان مختطف لدى هيئة تحرير الشام منذ ٣ سنوات الى أن تم إطلاق سراحه بالأمس بعد أن دفعت قطر الفدية المقدرة بمليون دولار pic.twitter.com/mXBMf6s6mQ
— Step News Agency (@Step_Agency) October 24, 2018
من جهته، قال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوغا: “تلقينا معلومات من قطر تفيد بإطلاق سراح السيد جومبي ياسودا”، مضيفاً: “تم إبلاغنا بوجوده في مركز للهجرة في أنطاكيا بتركيا”.
وأضاف سوغا أن الحكومة تقوم بتحريات للتأكد من أن الرجل هو فعلاً ياسودا، لكنه قال إنه في ضوء المعلومات المتاحة فمن المرجح للغاية أن يكون هو فعلاً ياسودا، مشيراً إلى أنه تم إبلاغ زوجته.
يذكر أنها ليست المرة الأولى التي تدفع قطر أموالاً لإرهابيين في سوريا، فالدوحة تمد “جبهة النصرة” التي تروج لنفسها الآن باسم “هيئة تحرير الشام”، بمئات الملايين من الدولارات.
وكانت قطر حلقة الوصل في صفقات مشبوهة عدة ارتبطت باختطاف رهائن، ثم الإفراج عنهم مقابل فدية مالية ضخمة، بشكل غير مبرر بما يشكل تمويلاً للتنظيمات الإرهابية، وفي كل الحالات كان تنظيم “القاعدة” بأذرعه المختلفة، هو الطرف الآخر في الصفقة.
وفيما يلي أبرز الصفقات القطرية مع الجماعات الإرهابية في إطار الوساطات المشبوهة:
- في فبراير 2013، توسطت قطر للإفراج عن رهائن لدى تنظيم “القاعدة” في اليمن، كان من بينهم سيدة سويسرية، وذلك مقابل ملايين الدولارات.
- في ديسمبر 2013، احتجزت “جبهة النصرة”، 13 راهبة سورية ولبنانية و3 سيدات، قبل أن تدفع قطر 16 مليون دولار لتحريرهم.
- في عام 2014، احتجزت “جبهة النصرة” 16 جندياً لبنانياً في بلدة عرسال الحدودية، قبل أن تدفع الدوحة ملايين الدولارات لإطلاق سراحهم في ديسمبر عام 2015، مقابل إفراج السلطات اللبنانية عن 13 إرهابياً.
- اختطفت “جبهة النصرة” أواخر عام 2012 الصحافي الأميركي ثيو كيرتيس، وطلبت حينها فدية بقيمة 30 مليون دولار، دفعتها قطر في أغسطس عام 2014، من أجل إطلاق سراحه.
وفيما تعد أكبر فدية في التاريخ، دفعت قطر ما يصل إلى مليار دولار لميليشيات إرهابية في العراق وسوريا مقابل تحرير 28 فرداً من العائلة الحاكمة القطرية اختطفتهم ميليشيات إرهابية أواخر نوفمبر عام 2015 أثناء رحلة صيد على حدود العراق.
وبالإضافة إلى الأموال الضخمة، نص الاتفاق على إطلاق سراح جنود إيرانيين في سوريا وإتمام صفقة “البلدات الأربع” لتهجير السكان السوريين من مدنهم.
وبموجب صفقة البلدات الأربع التي أنجزت على مراحل وصولا إلى محطتها النهائية في يوليو 2018، فكت “جبهة النصرة” حصارها لبلدتي كفريا والفوعة في شمال سوريا، وكذلك تم تهجير سكان بلدتي مضايا والزبداني في ريف دمشق، بهدف تغيير التركيبة الديموغرافية للمنطقة لصالح النفوذ الإيراني.
وشملت الصفقة الشهيرة تنظيمات تدرجها الولايات المتحدة ودول أخرى على قوائم الإرهاب، أبرزها الحرس الثوري الإيراني، و”حزب الله” العراقي واللبناني، و”جبهة النصرة” السورية المرتبطة بتنظيم “القاعدة”.