بالأدلة الموثقة.. عبدالناصر كان “إخوانيًا”

أخبار عربية – (القاهرة)

كشف القيادي الإخواني السابق الدكتور كمال الهلباوي، عددًا من الأدلة الموثقة التي تؤكد انتماء الرئيس الراحل جمال عبدالناصر إلى جماعة الإخوان المسلمين، مشيرًا إلى أنه انضم للجماعة لمدة 10 سنوات، حتى وقع حادث”المنشية” بعد ثورة 52 بعامين.

وقال «الهلباوي» في مقاله المنشور بصحيفة “رأي اليوم” ، «: تاريخ الاخوان المسلمين متعدد المراحل والمحطات، أغلب تلك المراحل والمحطات إيجابى فى صالح الأوطان والأمة دعوة وتربية وجهاداً، وقليل منها كان إنحرافاً عن خط الدعوة ونتائجه كانت كارثية. تعاون الاخوان مع كل الوطنيين والشرفاء من المدنيين والعسكرين وقد ساعدوا فى إنشاء الضباط الاحرار وتعاونوا تعاوناً وثيقا لصالح الوطن ضد الاحتلال والملكية والاحزاب الفاسدة».

وتابع«: إنضم عدد كبير من الضباط فى الجيش والشرطة إلى الاخوان منذ أوائل الاربعينيات ومن بينهم الرئيس ناصر منذ العام 1942. لم تكن سنة واحدة التى إنضم فيها الرئيس ناصر للاخوان بل عشر سنوات منذ 1942 وحتى قيام الثورة 1952. ولا أدرى لماذا يحاول بعض الاخوان وبعض الناصريين طمس هذه الحقيقة، التى سمعتها مباشرة من رجال كبار فى الدعوة والوطنية وخصوصا اللواء صلاح شادى والدكتور فريد عبدالخالق وغيرهما».

وأوضح الهلباوي: وكان اللواء صلاح شادى مسؤولا فى بعض الأوقات عن تنظيم الوحدات، أى الاخوان فى الجيش والشرطة، وكان عبدالناصر من بينهم، وقد كتبت كما كتب آخرون فى هذا الموضوع أكثر من مرة ردا على استفسارات كان آخرها فى جريدة رأى اليوم الالكترونية فى شهر أغسطس 2018.

واستطرد: لذلك كانت مشاركة الاخوان فى ثورة يوليو 1952مشاركة فاعلة حتى فى الاعداد والحماية وتحديد موعد القيام بالثورة، على عكس ثورة يناير 2011 التى تأخر الاخوان فى اللحاق بها رسميا. وظلت العلاقة قوية ومتينة بين الاخوان والرئيس ناصر مع تفاهم وتحاور وشد وجذب بعد قيام ثورة يوليو، على موضوع الحكومة والمستقبل حتى وقعت حادثة المنشية فى أكتوبر سنة 1954، فكانت هى القشة التى قسمت ظهر البعير، سواء أكانت حقيقة أم تمثيلية، كما يقول بعضهم فى الطرفين.

وأكد أن : العلاقة كانت قوية ومتينة ، وكان التفاهم بين الاخوان وناصر على أحسن ما يرام لسنتين بعد الثورة ، بل ظل فريق من الاخوان الكبار على علاقة طيبة مع ناصر حتى بعد 1954 وبعد المحاكمات وبعد الاعدامات والسجون، وقصص السجون وشمس بدران وحمزة البسيونى، وفى مقدمة هؤلاء المرحوم الاستاذ عبدالرحمن السندى رئيس التنظيم الخاص ومعه آخرون من نفس التنظيم الذى كان يدربه عبدالناصر. وفى فترة هاتين السنتين كان عبدالناصر ومعه بعض رجال الثورة يزورون كبار الاخوان فى بيوتهم للتشاور وحل المشكلات. وفى مناسبات أخرى معروفة، أكثر من مرة زار الرئيس عبدالناصر وبعض رجال الثورة قبر حسن البنا رحمهم الله تعالى جميعا . بل وأعاد محاكمة المتهمين فى قتل حسن البنا وسجنهم.

وأضاف: وفى زيارة سنة 1954 قال عبدالناصر أمام قبر البنا ما يلى: إننى أذكر هذه السنين والأمال التى كنا نعمل من أجل تحقيقها . أذكرها وأرى بينكم من يستطيع أن يذكر معى هذا التاريخ وهذه الأيام . ويذكر فى نفس الوقت الأمال العظام التى كنا نتوخاها ونعتبرها أحلاما بعيدة . نعم أذكر فى هذا الوقت وفى مثل هذا المكان كيف كان حسن البنا يلتقى مع الجميع ليعمل الجميع فى سبيل المبادئ ، وأشهد الله إنى أعمل – إن كنت أعمل – لتنفيذ هذه المبادئ وأفنى فيها وأجاهد فى سبيلها”. كان ناصر رحمه الله تعالى، من أهم من قاموا بتدريب النظام الخاص استعدادا لقتال الاحتلال،واستعدادا لمعركة تحرير طويلة الأمد مع اسرائيل والصهاينة .

وقال: ورغم أن الدكتورة هدى عبدالناصر قد نفت أو أنكرت أن أباها كان اخوانيا إلا أنها فى أكثر من موضع وبرنامج قالت الآتى: “والدتي أخبرتني أن الشيخ حسن البنا، مؤسس الجماعة، كان يزورنا في البيت، وكان رجلًا وطنيًا، ودرست تاريخه، وقرأت مذكراته، وكل ما كتبه، لكن تنظيم الإخوان توحش فيما بعد، بداية من إقامة التنظيم السري للجماعة”.

وقالت أيضا” إن والدها كان على اتصال بحسن البنا، وذهب إلى قبره بعد وفاته، مشيرة إلي أن الاخوان كان لهم دور مشرف في العمل الفدائي قبل الثورة – أى ثورة – يوليو.”.

وقد نقلت المصرى اليوم بتاريخ الأحد 3/10/2010 أى فى حكم مبارك عن المستشار الدمرداش العقالى قوله: عبدالناصر نبتة «إخوانية»: وقد كتب البنا موصياً بأن يكون المسؤول عن جماعة الإخوان المسلمين فى حالة اغتياله أو غيابه هو عبدالرحمن السندى رئيس الجهاز الخاص أو «التنظيم السرى» للإخوان المسلمين، وإذا لم يكن السندى موجوداً يصبح جمال عبدالناصر حسين هو المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين”.

واختتم مشددًا: أقول أن الموضوع طويل وفيه تفاصيل عديدة، ومن عرف أن عبدالناصر كان اخوانيا يُعتد بقوله ، أما من لم يعرف لسبب ما أو لآخر فله عذره عند الانكار. رحم الله الجميع رحمة واسعة . وندعو الله أن يكون المستقبل أفضل من الماضى والحاضر. وللحديث صلة وبالله التوفيق