تم إجلاء مئات من عناصر “الخوذ البيضاء” السوريين، الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل السورية المعارضة، إلى الأردن عن طريق إسرائيل، لإعادة توطينهم في ثلاث دول غربية هي بريطانيا وألمانيا وكندا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأردنية، محمد الكايد، في بيان تلقت وكالة “فرانس برس” نسخة منه: “أذنت الحكومة للأمم المتحدة بتنظيم مرور حوالى 800 مواطن سوري عبر الأردن لتوطينهم في دول غربية (…) هي بريطانيا وألمانيا وكندا”.
وأضاف أن الدول الغربية الثلاث “قدمت تعهداً خطياً ملزماً قانونياً بإعادة توطينهم خلال فترة زمنية محددة بسبب وجود خطر على حياتهم”، مؤكداً أنه “تمت الموافقة على الطلب لأسباب إنسانية بحتة”.
في هذا السياق، قررت كندا استقبال 50 من أصحاب “الخوذ البيضاء” الذين تم إجلاؤهم من سوريا مع عائلاتهم، أي ما يمكن أن يشكل بالإجمال نحو 250 شخصاً.
من جهته، أكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن بلاده سوف تستقبل أعضاء “الخوذ البيضاء” السورية التطوعية للإنقاذ، ممن تم إنقاذهم مؤخراً من منطقة النزاع جنوبي سوريا.
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي قالت صباح السبت أنه تم اجلاء 800 سوري هم عناصر من “الخوذ البيضاء” وأفراد عائلاتهم إلى إسرائيل ونُقلوا بعدها إلى الأردن، من دون أن تحدد متى حصلت العملية.
وصرح المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي جوناثان كونريكوس رداً على سؤال لـ”فرانس برس”: “ما يمكنني أن أؤكده هو أننا سهلنا إنقاذ 800 سوري ينتمون إلى منظمة مدنية”.
ويمثل “الخوذ البيضاء” عناصر الدفاع المدني في المناطق الخاضعة للمعارضة السورية، وهم متطوعون تم ترشيحهم لجائزة نوبل للسلام في 2016.
بدأ هؤلاء المتطوعون العمل في العام 2013 بعد تصاعد حدة النزاع الدامي الذي تسبب منذ سبع سنوات بمقتل مئات الآلاف وبتشريد الملايين.
ومنذ 2014، باتوا يعرفون باسم “الخوذ البيضاء” نسبة إلى الخوذ التي يضعونها على رؤوسهم، ومعظمهم من الرجال. لكن بينهم أيضاً نساء يشاركن في عمليات الإنقاذ.
ويبلغ عدد أصحاب “الخوذ البيضاء” نحو 3700 متطوع، وتعرّف عليهم العالم بعدما تصدرت صورهم وسائل الإعلام وهم يبحثون بين الأنقاض عن أشخاص عالقين تحت ركام الأبنية أو يحملون أطفالاً مخضبين بالدماء إلى المشافي.
وقتل أكثر من 200 عنصر منهم خلال السنوات الأخيرة، وأصيب نحو 500 بجروح في عمليات تم خلالها إنقاذ آلاف المدنيين.
المصدر: وكالات