نشر موقع “BBC” رسائل نصية، قال إنه حصل عليها من حكومة معادية لقطر، تشير إلى قيام الأخيرة بدفع ما يصل إلى مليار دولار، إلى جماعات مصنفة من الولايات المتحدة كتنظيمات إرهابية، في مقابل دفع فدية لرهائن من أمراء قطريين محتجزين عام 2017.
ومن بين هذه الجماعات والأفراد، “كتائب حزب الله” في العراق – التي قتلت عسكريين أميركيين باستخدام عبوات ناسفة – وقائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني الخاضع لعقوبات أميركية وأوروبية بصفته الشخصية، وكذلك “هيئة تحرير الشام” – التي كان يطلق عليها اسم “جبهة النصرة” عندما كانت فرعاً لتنظيم “القاعدة” في سوريا.
وتبين الاتصالات والرسائل النصية بين وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني والسفير القطري في العراق زايد الخيارين، كيف وافقت قطر بكل سهولة على دفع فدية غير مسبوقة والتدخل في مسار النزاع السوري، لصالح إيران وحلفائها من أجل استرجاع الرهائن.
وقال آل ثاني في رسالة إلى السفير القطري ببغداد في 16 ديسمبر/كانون الأول 2015: “جاسم ابن عمي (أحد المختطفين) وخالد (مختطف آخر) زوج خالتي. حفظك الله عند تلقيك أي خبر عن ذلك، أرجو اخباري فوراً”.
وقضى الرجلان الأشهر الـ16 التالية وهما منغمسان في قضية الرهائن القطريين، وعددهم 28.
وتضاربت الآراء حول ما حصل بعد ذلك. ففي إحدى الروايات، وافقت قطر على دفع فدية بلغت مليار دولار لإطلاق سراح الرهائن، وتقاضت هذا المبلغ جماعات وأشخاص تصفهم الولايات المتحدة بأنهم “إرهابيون”.
وفي شهر أبريل/نيسان من العام 2016، ظهر قاسم سليماني، وهنا كان الحديث واضحاً عن مبلغ المليار دولار.
وأرسل السفير رسالة إلى وزير الخارجية قال فيها: “لقد التقى سليماني بالخاطفين مساء أمس وضغط عليهم من أجل قبول المليار دولار. لم يستجيبوا بسبب وضعهم المالي.. سليماني سيعود”.
ويبدو من الرسائل أن سليماني أراد شيئاً أكبر من المال، فقد طلب من قطر المساعدة في تنفيذ ما كان يعرف بـ”اتفاق المدن الأربع” في سوريا.
وبموجب هذا الاتفاق، فكت “جبهة النصرة” الممولة من قطر حصارها لبلدتي كفريا والفوعة في شمال سوريا، وكذلك تم تهجير سكان بلدتي مضايا والزبداني في ريف دمشق، بهدف تغيير التركيبة الديموغرافية للمنطقة لصالح النفوذ الإيراني.
وكسبت طهران بفضل الاتفاق نفوذاً في مناطق قريبة من دمشق بعد تهجير سكانها إلى الشمال السوري، وتوفير امتداد تسيطر عليه إيران في سوريا يصل إلى مناطق سيطرة “حزب الله” في لبنان.
وأظهرت الرسائل أن المال دفع بالفعل للإرهابيين في أبريل 2017، بالإضافة إلى رشاوى جانبية بعشرات الملايين من الدولارات لمسؤولين عراقيين وإيرانيين وقادة ميليشيات، لتنتهي أزمة الرهائن.
وتكشف المراسلات تأكيدات مسؤولين قطريين أنه تم دفع “مبلغ نقدي كبير”.
وفي تقرير سابق، قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أن شخص يدعى قاسم، يعتقد أنه قاسم سليماني، حصل على مبلغ 50 مليون دولار.
المصدر: BBC