كشف مسؤول أميركي أن الرئيس دونالد ترمب اقترح على كبار مستشاريه خلال اجتماع عقد في البيت الأبيض في شهر آب/أغسطس الماضي، أن تقوم الولايات المتحدة بغزو فنزويلا عسكرياً.
وفي أعقاب الاجتماع الذي عقد بالمكتب البيضاوي لمناقشة فرض عقوبات على فنزويلا، توجه ترمب إلى كبار مساعديه، وقال: “في ظل التفكك السريع لفنزويلا المهدد للأمن الإقليمي: لماذا لا تغزو أميركا هذا البلد المضطرب؟”.
وأوضح المسؤول، الذي رفض الكشف عن اسمه، أن الاقتراح فاجأ الحاضرين في الاجتماع، بمن فيهم وزير الخارجية الأميركي السابق ريكس تيلرسون، ومستشار الأمن القومي السابق إتش آر ماكماستر، وكلاهما ترك الإدارة منذ ذلك الحين.
وحاول ماكماستر وآخرون التوضيح للرئيس الأميركي أن العمل العسكري قد يأتي بنتائج عكسية، وأن هناك مخاطرة بفقدان دعم حكومات دول أميركا اللاتنية للولايات المتحدة لمعاقبة الرئيس نيكولاس مادورو على النهج الديكتاتوري في فنزويلا، بحسب ما نقلت وكالة “أسوشيتد برس”.
إلا أن ترمب استمر بالدفع على الرغم من أنه لم يشر إلى أنه كان على وشك تنفيذ عملية عسكرية. وعلى الرغم من محاولات مساعديه وأد الفكرة، إلا أنها كانت تلح على ترمب.
وفي اليوم التالي، 11 أغسطس الماضي، أثار ترمب انزعاجاً للأصدقاء والأعداء على حد سواء عند الحديث علانية عن “خيار عسكري” في فنزويلا، وهو ما رفضته دوائر السياسة الأميركية.
وبعد فترة وجيزة، أثار الرئيس الأميركي الفكرة مع نظيره الكولومبي خوان مانويل سانتوس، وفقاً للمسؤول الأميركي، وهو ما أكده اثنان من كبار المسؤولين الكولومبيين تحدثاً بشرط عدم الكشف عن هويتهما.
وفي أيلول/سبتمبر الماضي، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، ناقش ترمب مرة أخرى غزو فنزويلا، لكن بمزيد من التفصيل، في عشاء خاص مع قادة 4 من دول أميركا اللاتينية.
وأفاد المسؤول الأميركي أن ترمب بدأ الحديث في حفل العشاء بالقول: “طلب مني الموظفون ألا أتكلم عن هذا”. ثم راح الرئيس الأميركي يسأل كل زعيم إذا كان متأكداً من رغبته برفض العمل العسكري ضد فنزويلا، وأجاب القادة الأربعة، ترمب برفض الاقتراح قطعاً.
وأوضح المسؤول الأميركي أن ماكماستر انتحى في النهاية بالرئيس الأميركي جانباً، وبدأ بالحديث عن مخاطر غزو فنزويلا.
وتُبرز المحادثات التي جرت وراء الكواليس، والتي لم يتم الكشف عنها من قبل، أن الأزمة السياسية والاقتصادية في فنزويلا قد حظيت باهتمام كبير في ظل إدارة ترمب بطريقة مغايرة تماماً لإدارة الرئيس السابق باراك أوباما.
المصدر: وكالات