وافقت فصائل المعارضة السورية في درعا، نتيجة مفاوضات “المصالحة” مع النظام بوساطة روسية، على تسليم عدة بلدات وقرى كانت خاضعة لسيطرتها إلى قوات النظام السبت، فيما انهارت خطوط دفاع المقاتلين في مناطق من جنوب غرب البلاد تحت وطأة قصف مكثف تقول الأمم المتحدة إنه أجبر 160 ألفاً على الفرار.
وكانت محافظة درعا جنوبي سوريا من أولى المناطق التي انطلقت منها احتجاجات مناهضة لرئيس النظام السوري بشار الأسد في العام 2011. وهزيمة المعارضة هناك لن تترك سوى معقل واحد لها وهي محافظة إدلب على الحدود مع تركيا في الشمال الغربي.
والتقى مقاتلون من المعارضة بمفاوضين روس السبت في محاولة للتوصل إلى سلام في درعا، لكنهم قالوا إن تلك المحادثات فشلت. وموسكو هي أقوى حليف للأسد ومكنته قوتها الجوية منذ العام 2015 من استعادة السيطرة على مناطق واسعة من البلاد.
وتفاوضت مجموعات محلية في عدة بلدات سيطر عليها جيش النظام في الأيام الماضية على اتفاقات استسلام بشكل مستقل عن غرف عمليات المعارضة الرئيسية بعد تعرض بلداتهم لغارات مكثفة.
وبث التلفزيون الرسمي السوري لقطات من داخل بلدتي داعل والغارية الغربية، أظهرت سكاناً وهم يهتفون بشعارات موالية للأسد.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ووحدة الإعلام الحربي التابعة لـ”حزب الله” إن العديد من البلدات والقرى الأخرى قبلت أيضاً العودة لسلطة النظام.
وقال مقاتلون من المعارضة إن معارك ضارية ما زالت دائرة في المنطقة المحيطة بمدينة درعا قرب الحدود مع الأردن حيث يحاول جيش النظام السيطرة على قاعدة جوية غير مستخدمة فيما لا يزال الجزء الشمالي الغربي من محافظة درعا تحت سيطرة المعارضة.
وقال المرصد إن الغارات الجوية اشتدت في تلك الأثناء فيما تدفق نازحون إلى المناطق الحدودية التي لا يرجح استهدافها. وحذرت الأمم المتحدة من كارثة إنسانية في المنطقة.
وذكر المرصد أن طائرات شنت موجة جديدة من الغارات على بصرى الشام والنعيمة ومناطق أخرى مما أدى إلى سقوط قتلى ومصابين وأضرار مادية.
ويأتي هجوم جيش النظام في الجنوب الغربي بعد استسلام جيوب لمقاتلي المعارضة قرب حمص ودمشق، منها الغوطة الشرقية التي استعادت قوات النظام السيطرة عليها عقب هجوم اتبع أسلوب الأرض المحروقة وراح ضحيته أكثر من ألف مدني ودمر عدداً من البلدات.
وقد يؤدي القتال في الجنوب الغربي لمزيد من التصعيد بسبب قرب المنطقة من إسرائيل التي استهدفت من قبل مقاتلين مدعومين من إيران يحاربون إلى جانب الأسد وتعهدت بإبقائهم بعيداً عن حدودها.
ويركز هجوم قوات النظام حتى الآن على محافظة درعا التي تقع على الحدود مع الأردن، ولا يشمل محافظة القنيطرة على الحدود مع مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.
وجنوب غرب سوريا بأكمله جزء من “منطقة خفض التصعيد” التي اتفقت عليها روسيا والولايات المتحدة والأردن العام الماضي.
ورغم تهديدات واشنطن بالرد على انتهاك هذا الاتفاق فإنها لم تبد إشارة على فعل ذلك واتهمها كبير مفاوضي المعارضة الخميس بعقد “صفقة خبيثة” حتى تلزم الصمت.
المصدر: رويترز