سيذهب الأتراك، اليوم الأحد، إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيساً لبلادهم.. فهل ينجح بائع البطيخ الذي فاز كل انتخابات عقدت في تركيا على مدار 16 سنة الماضية، الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، بالحفاظ على منصبه، ليعزز صلاحياته ضمن النظام الرئاسي؟ أم يخسر الانتخابات وينتهي بذلك حلم “السلطنة”؟
منافسي أردوغان
ينافس أردوغان في الانتخابات 5 مرشحون آخرون، هم:
- صلاح الدين دميرتاش – مرشح حزب “الشعوب الديمقراطي” الموالي للأكراد، مسجون منذ عام ونصف بتهمة التعاون مع حزب “العمال الكردستاني”، ويخوض حملته الانتخابية من السجن عبر رسائله الصوتية
- ميرال أكشينار – مرشحة حزب “الخير”، من أشد معارضي تحول تركيا للنظام الرئاسي، وتعهدت بإعادة العمل بالنظام البرلماني ورفع حالة الطوارئ التي تعيشها البلاد منذ عامين
- محرم إنجه – مرشح حزب “الشعب الجمهوري” العلماني، يدعو إلى إعادة النظام البرلماني. مدرس فيزياء سابق ونائب في البرلمان منذ 2002. معارض قوي لأردوغان وتعهد بوضع دستور جديد للبلاد، مع التأكيد على فصل السلطات، ووضع نظام تعليمي مجاني ديمقراطي علماني
- تمل كرم الله أوغلو – مرشح حزب “السعادة” المحافظ، الذي ورث توجهات الراحل نجم الدين أربكان
- دوغو بارينجاك – مرشح حزب “الوطن” القومي، تشير استطلاعات الرأي إلى أن فرصه للنجاح ضعيفة جداً
وأظهر استطلاع للرأي أجري مؤخراً، وشمل 3 آلاف تركياً في 26 مقاطعة، حصول أردوغان على 48.3% من الأصوات في الجولة الأولى، مع مرشح حزب المعارضة الرئيسي، محرم إنجه، بنسبة 31.4%. وسيعني ذلك، في حال حصوله فعلاً، أنهما سيتجهان لجولة ثانية من الانتخابات.
نتائج.. قبل الانتخابات؟
لكن في المقابل، نشرت وسائل إعلام تركية عديدة نتائج الانتخابات الرئاسية قبل 3 أيام من إجرائها، اعتماداً على بيانات وكالة أنباء “الأناضول” الحكومية، التي اعتذرت لاحقاً وقالت أن الأمر مجرد “خطأ”، مما تسبب في بلبلة واسعة.
ونشرت “الأناضول” النتائج الخاطئة، الخميس، التي أشارت إلى احتفاظ أردوغان بمنصبه بعد فوزه بنسبة 52.7% من الأصوات، متقدما على محرم إنجه (26.2%) وميرال أكشينار (11.7%)، وصلاح الدين دميرتاش بنسبة 7.1%.
وأوضحت “الأناضول” في بيان رسمي، نشرته على موقعها الإلكتروني بلغات عدة من بينها الإنجليزية، الخميس، إنها أرسلت إلى وسائل الإعلام المشتركة في خدمتها النتائج “على سبيل الاختبار”، مؤكدة أن هذه الاختبارات تجري 4 مرات قبل الانتخابات لضمان وصول المعلومات إلى وسائل الإعلام بصورة صحيحة.
تظاهرة مليونية لأقوى منافسي أردوغان
وكان لافتاً احتشاد نحو مليونين ونصف من الأتراك في تجمع انتخابي الخميس في إزمير تعبيراً عن دعمهم لمحرم إنجه المنافس الرئيسي لأردوغان في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى اليوم الأحد.
وتوجه أنجيه للحشود بالقول: “أردوغان رجل مُتعَب، ووحيد ..وهو رجل متغطرس لا يحترم شعبه”.
ماذا لو فاز أردوغان مجدداً؟
في حال فوزه بالرئاسة مجدداً، يطمح الرئيس أردوغان المقرب من جماعة الإخوان المسلمين والمتحالف مع إيران، بتوسيع صلاحياته ضمن النظام الرئاسي، وإلغاء منصب رئيس الوزراء.
ونشر أردوغان النقاط الأساسية في التعديلات المقترحة على النظام الرئاسي المعتمد مؤخراً في تركيا وأبرزها تقليص عدد الوزارات من 26 إلى 16 عبر دمجها.
Yeni sistemde, yeniden büyük değişime ve şahlanışa #HazırızTürkiye! pic.twitter.com/A3nWasy2TO
— Recep Tayyip Erdoğan (@RT_Erdogan) June 21, 2018
وبث أردوغان مقطع فيديو عبر حسابه على “تويتر” تحت عنوان “بالنظام الجديد نحن مستعدون من جديد للتغير والتألق يا تركيا”.
وحسب التفاصيل الواردة في الفيديو، سيطرأ على عدد المناصب المختلفة في تركيا انخفاض كبير، مقابل سرعة في تقديم الخدمات والحلول، وزيادة في الإنتاج وتوفير الوقت.
إنجه: تركيا ستكون شيئاً مختلفاً
ووعد محرم إنجه قبل يوم واحد من إجراء الانتخابات بـ”تحديث” تركيا بصورة أساسية، مصرحاً السبت أمام مئات الآلاف من الأتراك في اسطنبول: “غداً ستكون تركيا شيئاً مختلفاً تماماً”.
طريقة الانتخاب
وينص التعديل الدستوري الذي تم التوصل إليه في نيسان/أبريل 2017، أن يقدم الناخبون الأتراك ورقتين في مغلف واحد، لانتخاب رئيس جديد، إلى جانب 600 نائباً مقابل 550 في المجلس المنتهية ولايته. وفي حال لم يحصل أي مرشح على أكثر من 50% من الأصوات من الدورة الأولى فستنظم دورة ثانية في الثامن من تموز/يوليو المقبل.
وبالنسبة للنواب، سوف يتم انتخابهم في جولة واحدة بحسب اللوائح في كل من المحافظات الـ81 في البلاد، على أن يتم توزيع المقاعد حسب نسبة الاصوات.
ولتعزيز فرص تحقيق غالبيات مستقرة، فإن الأحزاب التي تحصل على أكثر من 10% من الاصوات على المستوى الوطني حصراً، سيشملها هذا التوزيع. لكن وبموجب قانون تم تبنيه في آذار/مارس الماضي، يحق للأحزاب للمرة الأولى تشكيل تحالفات خلال الانتخابات التشريعية. ومن شأن هذا الإجراء السماح للأحزاب التي لم تحصل على 10% من الأصوات دخول البرلمان.
نشير إلى أن موقع “أخبار عربية” سيقوم بتغطية تطورات الانتخابات التركية مباشرة عبر موقعنا بالاضافة إلى صفحاتنا على التواصل الاجتماعي “فيسبوك” و”تويتر“.
المصدر: وكالات