أخبار عربية – أسعد الأسعد
يومين فقط يفصلان عن الانتخابات النيابية في لبنان، انتخابات هي الأولى في البلاد منذ العام 2009 بعد تمديد البرلمان ولايته ثلاث مرات بسبب توترات أمنية وسياسية. ويتنافس في الانتخابات مرشحون ينتمون إلى 11 طائفة دينية على 128 مقعداً في مجلس النواب.
وتختلف الانتخابات هذه السنة عن السنوات الماضية، حيث تتم لأول مرة باستخدام القانون النسبي بدلاً من الأكثري. ويسمح ذلك لجميع الأطراف من الأحزاب والتيارات السياسية ومجموعات المجتمع المدني، إظهار حجم تمثيلها الحقيقي في مختلف المناطق.
وفي سياق ما تقدم، يأمل الكثيرون حصول تغيير فعلي في لبنان عبر الانتخابات التي تنطلق صباح الأحد، لاسيما مع القانون الجديد الذي يسمح بوصول وجوه جديدة إلى المجلس النيابي.
اللاعبون الرئيسيون
فيما يلي أبرز الأحزاب السياسية التقليدية التي تخوض الانتخابات النيابية:
- “تيار المستقبل” الذي يقوده رئيس الوزراء سعد الحريري
- “حزب الله” الموالي لإيران
- “التيار الوطني الحر” برئاسة صهر رئيس الجمهورية وزير الخارجية جبران باسيل
- “حركة أمل” بقيادة رئيس مجلس النواب نبيه بري
- “الحزب التقدمي الاشتراكي” التابع للزعيم الدرزي وليد جنبلاط
- حزب “القوات اللبنانية” بزعامة سمير جعجع
- حزب “الكتائب” بقيادة سامي الجميل الذي تولى القيادة من والده الرئيس السابق أمين الجميل
- “تيار المردة” برئاسة سليمان فرنجية
وتحصل تلك الأحزاب عادة على النسبة الأكبر من المقاعد في المجلس النيابي.
تحالفات متداخلة
وعلى عكس السنوات الماضية التي كانت تشهد تحالفات ضمن الانقسام السياسي القائم بين فريقي 14 و8 آذار، تشهد انتخابات هذه السنة “تحالفات مصالح” بين أطراف كانت في السابق تشتبك في العديد من الملفات. كما تتحالف قوى سياسية في بعض الدوائر وتتنافس في دوائر أخرى.
نذكر هنا، على سبيل المثال لا الحصر، تحالف “تيار المستقبل” المحسوب على قوى “14 آذار” مع “التيار الوطني الحر” التابع لقوى “8 آذار” والمتحالف بدوره مع “حزب الله” أحد أبرز خصوم “المستقبل”.
المجتمع المدني.. وحلم التغيير
إلى ذلك، يأمل معارضو الطبقة السياسية من شخصيات سياسية ومجموعات من المجتمع المدني، بالحصول على نسية تصويت عالية في انتخابات السادس من مايو.
ويخوض المجتمع المدني معركته الانتخابية في وجه جميع الأحزاب والقوى السياسية في البلاد. ومن أبرز لوائح المجتمع المدني في دوائر مختلفة:
- “كلنا وطني” في بيروت الأولى
- “كلنا بيروت” في بيروت الثانية
- “المجتمع المدني” في البقاع الغربي وراشيا
- “الأرز الوطني” في بعلبك الهرمل
- “شبعنا حكي” في الجنوب الثالثة
- “المجتمع المدني المستقل” في طرابلس
وغيرها الكثير من اللوائح المدنية.
وتشكلت تلك اللوائح عبر مجموعات الحراك المدني كـ “طلعت ريحتكم” و”بدنا نحاسب” و”حزب سبعة” وغيرها.
إشكالات الانتخابات
ولا تخلو فترة ما قبل 6 أيار من المشاكل هنا وهناك، حيث كثرت في الفترة الأخيرة الإشكالات في المناطف اللبنانية على خلفية الانتخابات النيابية، كما حصل أمس الخميس في منطقة الطريق الجديدة حين وقع اشتباك بين مناصري “تيار المستقبل” و”جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية”، وتطوّر إلى إطلاق نار.
وكما في الشارع، تحصل الإشكالات أيضاً عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وهذا ما حصل حين قام عدد من أنصار “حزب الله” بنشر صورة مركبة تظهر أعلام إيران و”حزب الله” مثبتة فوق صخرة الروشة في بيروت مع عبارة “العاصمة الرابعة لنا” باللغتين العربية والفارسية.
فشروا.. والايام جاية..
*جمهور "حزب الله" يستفز أهل بيروت.. العاصمة الرابعة لنا!*
يتناقل بعض جمهور "حزب الله" صورة مصدرها ايران كتب عليها باللغة الفارسية، وفي الصورة أعلام ايرانية وعلم لحزب الله على صخرة الروشة، وكتب فوقها "العاصمة الرابعة لنا". pic.twitter.com/JZU7AgdIPU— Mohamed Fawaz (@MohamedmFawaz) May 2, 2018
يوم حاسم
إذاً، هل سنشهد تغييراً جذرياً في مجلس النواب، عبر وصول أشخاص من خارج الأحزاب السياسية التي حكمت البلاد لسنوات طويلة؟ وحده تصويت اللبنانيين في مراكز الاقتراع يوم الأحد يجيب على السؤال ويحدد مستقبل لبنان السياسي.. على أمل أن يحصل الاستحقاق الانتخابي بسلاسة ويكون عرساً ديمقراطياً يخرج لبنان من أزماته ويأخذه نحو مستقبل مشرق بعيداً عن الإقطاع والفساد والسلاح غير الشرعي.
الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا المقال لا تعبر بالضرورة عن آراء أو وجهات النظر أو السياسات الرسمية لموقع “أخبار عربية”.