كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أن قطر دفعت فدية تبلغ قيمتها ملايين الدولارات لجماعات مصنفة إرهابية، وذلك للإفراج عن 26 قطرياً اختطفوا في العراق 9 منهم من أفراد عائلة آل ثاني الحاكمة في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2015.
وأشار التقرير الصحافي إلى أن مبلغ 360 مليون دولار الذي تم مصادرته في مطار بغداد كان موجهاً إلى جماعات وفصائل إرهابية والإرهابي الإيراني قاسم سليماني وعدد من المسؤولين والوزراء العراقيين.
وأظهرت الرسائل تذمر السفير القطري في العراق زايد بن سعيد الخارين من سعي الميليشيات المتطرفة إلى سلب أموال قطر، حين دخلت الدوحة في مفاوضات سرية لأجل تحرير مواطنيها.
وكتب السفير الذي كان يتزعم المباحثات: “كلهم لصوص، السوريون وحزب الله اللبناني وكتائب حزب الله العراقي، كلهم يريدون المال وهذه فرصتهم”.
كما كشفت الرسائل أيضاً قول السفير القطري في العراق لأحد الإرهابيين الذين يقوم بالتفاوض معهم: “سوف تحصل على أموالك بعد أن نأخذ أفرادنا” كما جاء في رسالة نصية أخرى للخارين أبريل/نيسان 2017.
وبحسب التقرير فإن مراسلات سرية مسربة بين المسؤولين القطريين، توثق أن أطرافاً تدرجها الولايات المتحدة على قوائم الإرهاب، قد تلقت أموالاً من الدوحة. ومن بين هذه الأطراف: الحرس الثوري الإيراني، و”حزب الله” العراقي واللبناني، و”جبهة النصرة” السورية المرتبطة بتنظيم “القاعدة”.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي نشرته السبت أنها حصلت على رسائل من بريد إلكتروني مخترق تكشف لأول مرة عن أن خطة السداد قد خصصت مبلغاً نقدياً إضافياً بقيمة 150 مليون دولار للأفراد والجماعات الذين يعملون كوسطاء، على الرغم من أن واشنطن تنظر إليهم منذ فترة طويلة على أنهم من رعاة الإرهاب الدولي.
وتقول الصحيفة الأميركية أن المبلغ الإجمالي المطلوب لعودة الرهائن ارتفع في بعض الأحيان إلى ما يصل إلى مليار دولار.
وتضيف “واشنطن بوست” أن دفع تلك الأموال لم يكن سوى جزءاً من صفقة أكبر شملت حكومات العراق وإيران وتركيا، فضلاً عن “حزب الله” اللبناني وفصيلين اثنين من المعارضة السورية، بما في ذلك “جبهة النصرة”.
المصدر: واشنطن بوست