اعتبرت القيادة الفلسطينية أن القرار الأميركي بنقل سفارة الولايات المتحدة في إسرائيل من تل ابيب إلى القدس في أيار المقبل يشكل “استفزازاً للعرب”، لافتة إلى أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب باتت تشكل عائقاً أمام السلام.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت بدء “تنظيم مراسم نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس بحلول منتصف أيار/مايو المقبل تزامناً مع ذكرى إعلان دولة إسرائيل”.
ويأتي موعد نقل السفارة الأميركية متزامناً مع ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني في 1948.
رفض الفلسطينيون بشدة الإعلان الأميركي، معتبرين أن الخطوة تمثل “إعلان حرب”، ودليلاً على أن واشنطن تحولت إلى جزء من المشكلة في الصراع الحالي.
وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، تعليقاً على قرار إدارة ترمب بنقل السفارة الأميركية إلى القدس: “إن قرار الإدارة الأميركية بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل واختيار ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني تاريخا للقيام بهذه الخطوة يعتبر مخالفة فاضحة للقانون الدولي والشرعية الدولية والاتفاقات الموقعة، وإمعاناً في تدمير خيار الدولتين، إضافة إلى استفزاز مشاعر جميع العرب والمسلمين، في اختيار هذا الموعد”.
كذلك استنكر الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، بأشد العبارات إعلان الخارجية الأميركية اعتزام واشنطن نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس المحتلة تزامناً مع ذكرى النكبة، واعتبر أن “قرار الإدارة الأميركية يمثل حلقة جديدة وخطيرة في مسلسل الاستفزاز والقرارات الخاطئة المستمر منذ ديسمبر الماضي، والذي يوشك أن يقضي على آخر أمل في سلام وتعايش بين الفلسطينيين والإسرائيليين”.
وأضاف أبو الغيط أن “القرار الأميركي بنقل السفارة في ذات تاريخ النكبة يكشف عن انحياز كامل للطرف الإسرائيلي وغياب أي قراءة رشيدة لطبيعة وتاريخ الصراع القائم في المنطقة منذ ما يزيد على سبعين عاماً، الأمر الذي يفقد الطرف الأميركي فعلياً الأهلية المطلوبة لرعاية عملية سلمية تفضي إلى حل عادل ودائم للنزاع”.
من جانبه، صرح الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، أن نقل السفارة الأميركية في إسرائيل إلى القدس “هو الأمر الصواب الذي يجب القيام به”.
وقال ترمب خلال مؤتمر العمل السياسي لحزب المحافظين، أن دولاً أجنبية مارست عليه ضغوطاً لعدم نقل السفارة، وناشدته عدم القيام بذلك.
واعتبر الرئيس الأميركي أن الحملة ضد نقل السفارة كانت “لا تصدق”، إلا أنه أضاف أن الحملة لصالح نقل السفارة كانت أيضاً “لا تصدق”.
يذكر أن ترمب كان أعلن في السادس من ديسمبر الماضي القدس “عاصمة لإسرائيل”، وأمر وزارة الخارجية بالتحضير لنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، وبدء التعاقد مع المهندسين المعماريين.
المصدر: وكالات