طفل الأنبوب.. تعريفه ومتى يلجأ الزوجان إليه؟

يتوقّع الزوجان حدوث الحمل بشكل طبيعي ومن دون أي تدخل طبي؛ بيد أن هذا الوضع ليس متيسّرا للجميع؛ فالبعض بحاجة إلى الخضوع لفحوص وعلاج بعض الحالات التي تُعيق الخصوبة، في حين تحتاج فئة أخرى إلى الاستعانة بطرق الحمل الطبية؛ كالحقن المجهري وأطفال الأنابيب.

وطفل الأنبوب أو ما يعرف بالـ “الإخصاب الأنبوبي” هي عملية يتم فيها إخصاب البويضة بالحيوان المنوي خارج جسم المرأة، بمعنى آخر تقوم هذه العملية في حاضنات خاصة لنموها حيث تتكاثر حتى مرحلة معينة، وبعد ذلك يُعاد الجنين إلى الرحم.

وبعد انتشار اللجوء إلى عملية طفل الأنبوب بكثرة في الآونة الأخيرة، أوضح الدكتور مازن الرواشدة استشاري أمراض عقم وأطفال أنابيب في حديثه للتلفزيون العربي أن “تلقيح الأجنّة يحصل في المختبر، ويتم بعد ذلك حفظها لمدة تتراوح من 3 إلى 5 أيام، لكي يتم التأكد من جودتها وانقسامها وليتم بعد ذلك اختيار الأجنّة وإرجاعها إلى رحم الأنثى”. لافتًا إلى أنه يتم زرع 2-3 أجنة في الرحم، ويتم إجراء فحص الحمل بعد أسبوعين لإعطاء المثبتات والأدوية اللازمة.

عوامل التلقيح

ويذكر الطبيب أن هناك عدة عوامل تدفع الزوجين لعملية التلقيح، منها ما يتعلق بالزوج، حيث يتم فحص السائل المنوي الخاص به ليتم التأكد من الكمية وعدد الحيوانات المنوية والأشكال الطبيعية.

ويؤكد أنه في حال كان هناك نقص أو انعدام في الحيوانات المنوية في بعض الحالات الصعبة فإنه يتم اللجوء إلى طفل الأنبوب.

أما بالنسبة للزوجة، فيشرح الرواشدة، أنه يتم الاطلاع على سيرتها الصحية، للتأكد من عدم خضوعها لعمليات جراحية على الحوض، والتأكد من قنوات البويضات من أجل التأكد من عدم وجود ألياف رحمية، أو عدم انتظام الدورة الشهرية نتيجة لتكيس المبايض.

ويشير الدكتور الرواشدة إلى أن هناك بعض الحالات تمر بفترة زواج طويلة بدون وجود سبب واضح لعدم الإنجاب ويُطلق عليها “العقم غير المفسر”، وهي حالات تخضع أيضًا لعملية طفل الأنبوب.

ويؤكد أن نسبة نجاح طفل الأنابيب جيدة، وتبلغ نسبة 40-50 %، مشيرًا إلى أن من بين 50 طفلًا في العالم هناك طفل أنبوب واحد.

أنواع عملية طفل الأنبوب

وعن أنوع عمليات طفل الأنابيب، يقول” “قبل 14 عامًا كانت هناك طريقة أطفال الأنابيب الطبيعية بدون تدخل عن طريق المختبر لكن بشروط معينة لضمان نجاحها”، مضيفًا أن اليوم معظم المراكز في العالم تستخدم تقنية الحقن المجهري.

وفي حال انعدام الحيوانات المنوية عند الرجل يوضح الرواشدة: “في هذه الحالة يُضطر الأطباء إلى أخذ حيوانات منوية من الخصية مباشرة عبر إبرة رفيعة جدًا مع استخدام بنج موضعي، أما في الحالات الصعبة فيُضطر الأطباء إلى فتح الخصية والبحث تحت المجهر عن حيوان منوي.

ويقول الرواشدة “من المفضل أن تنتظر الزوجة من شهرين إلى ثلاثة أشهر لإجراء عملية جديدة في حال فشلت الأولى وذلك بسبب تنشيط المبايض وتعريضها للهورمونات”.

وفي حال إصابة الزوجة بتكيس المبايض، يقول الطبيب ” لا يفضل إرجاع الأجنّة للرحم، بل يتم أخذ البويضات وتلقيحها، ويتم تجميد الأجنّة والانتظار لمدة شهرين أو ثلاثة حتى يعود الرحم إلى وضعه الطبيعي، وبعد ذلك تتم عملية إرجاع الأجنّة المجمّدة.

جنس المولود

وعن تحديد جنس المولود عن طريق طفل الأنبوب، يشير الرواشدة الى أن هذا الأمر ممكن من خلال أخذ خلية من الجنين في اليوم الرابع أو الخامس، وإرسالها إلى المختبر، ومن خلال بعض التقنيات يتم دراسة الكروموسومات، لمعرفة الجنس أو إن كان الجنين يعاني من أي تشوهات أو إعاقات.